في ورشة داخل شارع ضيق بإحدى شوارع القاهرة البسيطة يمكنك أن تقابل عظماء السينما المصرية فترحب بإسماعيل يس وتلقى السلام على عبد الفتاح القصرى ولكن عليك الحذر من عادل أدهم فتراه أمامك متجسد بشخصية المعلم بجلبابه في فيلم الفرن !!!
تلك الشخصيات هي في الواقع منحوتة على يد فنان ماهر وكأنها حقيقية من لحم ودم، فمن هو ذلك الفنان ؟ وما هو ذلك الفن ؟
التقى موقع " المصير" بالفنان محمد الهوارى الذي يبلغ من العمر الثلاثة والثلاثون، وهو فنان مصرى مبدع كما تقول الكلمة، حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات ولكن ما علاقة هذا المجال بهذا الفن " فن النحت " ؟
في حديثه معنا قال إنها هواية وحب لديه حيث تعلق بمجال الفن منذ الصغر، من الرسم إلى النحت ،وعندما أصبح فى الثامن عشر من عمره بدأ بنحت تحفا فنية صغيرة إلى أن صار متقن للحرفة وهذا الفن الجميل .
وحكى عن تجربة أول تمثال له وكان لأم كلثوم حيث نحت لها بورتريه على خشب من جزوع الشجر وذلك لحبه لها، فمن منا لايعرفها؟ ومن منا لا يحبها؟ فهى رمز من رموز مصر العظيمة فهى كوكب الشرق .
*مراحل النحت
وأوضح أن كل تمثال يمر بعدة مراحل لكي يصل للمرة الاخيرة، فتأخذ التماثيل 10 أيام كمرحلة أولى، وبعدها يأتي دور القالب وبعد ذلك يأتى دور الصب فكل هذه المراحل تأخذ 25 يوما على الأقل .
وأبدى بعشقه للشخصيات الكارتونية المحببة للأطفال لينحتها لهم أو لمدينة ملاهى فكل عربات الملاهى هى فى الحقيقة عمل نحت وليست معدن كما يعتقد البعض .
.صعوبات المهمنة
وعن صعوبات المهنة، قال إن المشكلة التى يعانى منها هى فى الحقيقة مشكلة عامة حيث يعانى منها كل صناع الفن فى كل المجالات المختلفة من الرسم إلى النحت وهى فكرة " الحلال والحرام " حيث تواجهه انتقادات كثيرة من هذا النوع حيث دائما ما يأخذ النقاش مجرى آخر فمن مجرد نقاش بسيط عن الفن لنقاش شديد عن الجنة والنار، واستشهد بقوله تعالى " أسألو أهل الذكر إن كنتم تعلمون " لذلك حزم الأمر وذهب لدار الأفتاء المصرية وعرف أن مجال النحت ليس بحرام كما يزعمون .
*"الخطأ البشري هو فن"
الخطأ البشرى هو فن، هكذا عبر محمد عند حديثه عن الآلات الحديثة لصنع التماثيل حيث أكد على أنها لن تبرز الجمال الحقيقي، كما تفعل يد الفنان وبذلك يصبح الفنان هو الأقوى.